بالنتائج أم بالأسلوب: هل علينا حقًا أن نختار بينهما؟

190

 

في الآونة الأخيرة، تصاعدت حملة تشويه ممنهجة تستهدف مدرب منتخبنا الوطني، وليد الركراكي، حتى تجاوزت حدود التحليل الرياضي. لم نعد نتحدث عن النتائج أو الإستراتيجية أو بناء الفريق. التهمة اليوم: “عدم الإمتاع”! لأن فريقه لا يقدم كرة هجومية براقة، يريد البعض أن ينسى أنه يفوز، ويتقدم، ويحقق الأهداف.

لكن دعونا نُعيد الأمور إلى نصابها.

حين يحين وقت الحصيلة، تبقى الأرقام صادقة: تحت قيادته، حقق المنتخب سلسلة من الانتصارات، وتقدّم في الترتيب، وتجاوز مراحل كانت بالأمس القريب مجرد حلم. تفادى الهزائم أمام كبار المنتخبات، وتأهل بجدارة دون قلق، وبنى مجموعة متماسكة، منضبطة وطموحة. أليس هذا كافيًا؟

الحديث عن جمالية الأداء مشروع، فلكرة القدم جانب استعراضي، والجماهير من حقها أن تبحث عن المتعة. لكن، هل يجب التضحية بالنجاعة من أجل “الجمال”؟ تاريخ الكرة مليء بمنتخبات تُوجت بالألقاب رغم انتقادات لأسلوبها. إيطاليا 1982، اليونان 2004، حتى فرنسا 2018، كلها تعرّضت لانتقادات، لكنها دخلت التاريخ من أوسع أبوابه.

ما يقدمه مدربنا اليوم هو رؤية. تقوم على الانضباط، والتنظيم، وثقافة النتائج. وهي الأسس التي تبني عليها الدول الناجحة مستقبلها الرياضي. وهذا ما سيتيح غدًا ظهور أداء أكثر جرأة وإبداعًا، لأنه سيكون مبنيًا على أسس صلبة.

نعم، يمكننا أن نحلم بمزيد من الإبداع والجرأة. لكن هذا لا يمنح أحدًا الحق في إنكار ما تحقق، أو تشويه مجهودات بُذلت، أو نسيان أن كرة القدم ليست فقط مسرحًا للجمال، بل هي أيضًا ميدان للتحكم، والذكاء، والنتائج.

النقد ظاهرة صحية، أما التشويه فخطر، ودعم مدرب يُحقق الانتصارات، حتى إن لم يُرضِ الجميع بأسلوبه.